شمال المغرب يزخر بالعديد من الأحداث التي مرت على أرض مصمودة الأمازيغية سواءا في المحيط الأطلنطي أو البحر الأبيض المتوسط.
من مدينه البوغاز وعلى طول الساحل الجنوبي لمضيق جبل طارق صوب مدينه القصرالصغير, هذه المدينة الواقعة على بعد حوالي 30 كيلو مترا عن مدينه طنجه التي تبدو منزلة وسط هذه التلال كانت إلى الأمس القريب معقلا لحضارات متعددة فقد إتخذ منها الفينيقيون مركزا لتجارتهم, القرطاجيون والرومان إمتداد إمبراطورياتهم قبل إن يطأها الإسبان والبرتغاليون والمسلمون. وقد إختلف تسميتها بإختلاف الوافدين عليها فمن إسم قصر مصموده الى قصر المجاز لتستقر في الآخير على إسم القصر الصغير.
طمست كل المعالم كل الملامح ولم يبقى من هذه الحضارات إلإ الأطلال وأشلاء مبعثرة هنا وهناك, تذكرنا بالماضي الحافي بالأمجاد قديم ربما نقط الخزفية بالقرب منه لأنه كان هو نقطه المجال أو العبور نحو الأندلس وتذكر المصادر أن طارق بن زياد إنطلق من قصر المجاز نحوالضفة الشمالية لغزو الأندلس.
سنة 1972 بعثة الأمريكية قامت بالكشف عن خبايا هذا الموقع الأثرية وذلك بإجراء تحليل لبعض الإكتشافات على آثأر وبقايا أسوار مصانع لتمليح السمك يعود عهدها الى الحضارة القديمة كما تم العثور على كنيسة مبنية على أنقاذ مسجد ومساكين ومباني تجارية بنيت هي الأخرى فوق أساسات الثقافة الإسلامية, ولا يزال بعض سكان المنطقة يتذكرون بكثير من الحنين أيام الحفريات التي شهدها الموقع في الماضي, إستطاعت القوات البرتغالية إن تحتل مدينة سبتة مستغلة تدهور أوضاع ألدولة المرينية بسبب الخلافات ألقائمة بين أمرائها التي أدت إلى مقتل الملك أبو سعيد الثالث سنه 1420 ميلادية.
إن المدن التي وقعت تحت الإحتلال جعلوا منها كذلك مركز إستطلاع على المناطق المجاورة أو القبائل فحولوا معظم المباني كالمسجد الكبير الى كنيسة وبانوا فيه عدد من المرافق الى أن ثم إخلاؤه نظرا لسياسة البرتغالية بإخلاء عدد من الموانئ وكان القصر الصغير من بين هذه الموانئ بعد استقرارهم بقصر المجاز قام البرتغاليون بتشييد قصر المنيع بالجهة الشمالية الشرقية للمدينة ذات لطابع الإسلامي قصد الدفاع عن مستعمراتهم كما قاموا بسبب التغيرات داخل المدينة تمثلت في تدعيم الأسوار الدفاعية وفي إقامه الخنادق وما تزال الأبراج المخصصة للدفاع والمراقبة قائمه تناجي السماء بإسرار هذا المكان أمام كل الغزوات المحتملة إلا إن الرمال استطاعت إن تنسل الى داخله لتحجب بعض من المرافق الأثرية المتبقية من ألحقبة البرتغالية كما هوالشأن بالنسبة لقناة التي حفرت لتصلن إياها البحر المتوسط وإلى اقرب نقطه داخل المدينة حتى تتمكن السفن من الشحن.
حوالي سنه 1551 قام البرتغاليون بتدمير جل مرافقه لكي لا يتم إستغلاله من بعدهم حتى اللوحة التي كانت بالأمس القريب معلقه فوق باب شاهدة على إستقرار البرتغال بهذه المنطقة, قد أزيلت ليبقى المكان مبهما بلا إسم ولا عنوان على زيارات التي تقام بين الفينة والأخرى الى هذا الموقع تمسح الغبار عن ذاكرته لتبعت فيه الروح من جديد.